Skip Ribbon Commands
Skip to main content

News Title

عودة إلى الأرض- مقال للدكتور جواد العناني

News Date

3/13/2011

News Details

 
 

 

 

 

عودة إلى الأرض

د. جواد العناني

 

 

 

الأرض، وما عليها، وما تحتها، وما فوقها، تعتبر واحدة من الأركان الأساسية للاقتصاد. وقد شغل الاقتصاديون بها كثيرا وبخاصة أولئك الرواد الأوائل الذين صاغوا لنا علم الاقتصاد الحديث بمن فيهم ابن خلدون قبل ستة قرون ونيف.
ولكن هذه الأرض العزيزة، التي يطبق الشهيد على ثراها الحصى، تفتح الباب على مصراعيه للتساؤل عن وسائل استخدامها، وطرق التصرف بها، حيث إنها رصيد ثابت، فإن الزيادة في السكان والعمالة، والزيادة في عنصر رأس المال (الأموال والمكائن)، هي التي تحدد مدى الاستفادة من الأرض كعنصر ثابت.
وعندما نتحدث عن اقتصاديات البيئة، والبنى التحتية، وقطاعات التعدين والزراعة، وقطاع العقار، فنحن نتحدث عن استخدامات الأرض. ولذلك وجب علينا أن نفتح هذا الموضوع الهام في الأردن، ونتساءل عن مدى الرشاد في استخدامنا لها؟ وهل تجب مراجعة القوانين والممارسات الناظمة للأرض؟ الجواب على كلا السؤالين نعم، وبإلحاح شديد.
يجب أن نتذكر أن رصيد الأرض الثابت يجب أن يذكرنا بأن الأراضي الأميرية مثلاً ليست حقاً لهذا الجيل، بل هي حق للأجيال القادمة. ولذلك، فإن الأرض العامة لا تباع، ولا تعطى ولا تهدى لأحد، بل يجب أن تفوض أو يعطى حق التصرف بها لأشخاص لآجال محددة. وبانتهاء تلك الآجال تعود الأرض للملكية العامة.
لا أحد لديه دراسة أو خريطة في الوقت الحاضر تبين استخدامات الأراضي. فكم من الأراضي حجزت لمشروعات أو امتيازات أو للمناطق الخاصة أو للأراضي أو لمشروعات سكنية أو لطرق وجسور ومشروعات منفعة عامة أخرى؟ وإذا أضفنا كل الأراضي التي منحت لأشخاص تحت مسميات مختلفة خلال العقود الثلاثة الأخيرة، فسوف نرى أن معدل تآكل الملكية العامة للأرض مرتفع جداً.
وكذلك، فإن استخدامات الأرض للزراعة، والإنشاءات، وللمشروعات العامة، بحاجة الى إعادة تقويم لنرى كم ساهمت في تعزيز الإنتاج في الأردن. وقد نخرج بنتائج تبهرنا وتفاجئنا، وقد نكتشف من ناحية أخرى أننا مقصرون في الحفاظ على هذا الرصيد، ومهملون في متابعة استخدامه بالطرق الأصوب والأفضل.
ان ماءنا وغذاءنا وثرواتنا ومكان عيشنا وبيئتنا تعتمد على ما نفعله بالأرض. آن الآوان أن نعيد النظر بشكل استراتيجي في استخدامات الأرض، فلعلنا نعزز تنميتنا المستدامة لو فعلنا ذلك.
قد نكون بحاجة الى إنشاء "بنك الأرض". ولسمو الأمير الحسن موقفه من هذا المشروع الذي قدمه قبل ربع قرن. والمركز الجغرافي قادر على أن يزودنا بالمعلومات التي نحتاجها لهذا الموضوع الحيوي.
وما تزال أغنية مصرية قديمة ترن في آذاني
"عواد باع أرضه يا ولاد شوفو طوله وعرضه يا ولاد"
ولنتذكر أننا مستخلفون فيها، وجب علينا رعايتها وصونها للأجيال التي تلينا. وها هي الأجيال الصاعده تسمعنا صوتها عبر كل الوطن العربي الكبير.

 

 

رابط المقال: http://www.alghad.com/?article=20868

 

 

Page Image

 

Attachments

Created at 3/13/2011 4:00 PM by Abdelnaser Hayajneh
Last modified at 3/13/2011 4:00 PM by Abdelnaser Hayajneh