مشكلات كثيرة حلولها ممكنة
عبدالناصر هياجنه
التواصل مع الناس والنزول إلى أرض الواقع هو جزء أساسي من حل المشكلات، ما الذي يمنع الوزير أو المدير من تخصيص وقت للتواصل مع الناس في الميدان والنزول إلى أرض الوقع؟ كم مرّة نزل وزير الزراعة مثلاً ليقضي بعض الوقت مع الفلاحين في حقولهم ومزارعهم لمشاركتهم موسم البذار أو الحصاد؟ والتعرف عن قرب على حقيقة مشاكلهم وتطلعاتهم؟ كم مرة نزل وزير الصناعة والتجارة والتموين إلى الأسواق؟ كم مرّة نزل وزير الخارجية للقاء أبناء الوطن في دول الاغتراب؟
حتى الطبقات الأخرى من المسؤولين والذوات في الدولة! لماذا لا ينزلون إلى الناس في كل مكان وزمان؟ الأمراء؟ الوزراء؟ الأمناء العامون؟ الأعيان؟ النوّاب؟ المدراء؟ روؤساء البلديات؟ السفراء؟ وغيرهم؟ لدينا المئات من هؤلاء. في شهر من الزمان يستطيعون – إن إرادوا- أن يصلوا إلى كل مدينة وقرية وبادية ومخيّم في الدولة
الناس لا تعرف المسؤولين إلا من خلال الصور أو الجاهات! والمسؤولون لا يعرفون الناس أو قليلٌ منهم يعرفون!
لن يصعب حل المشاكل لو شعر المواطنون أن الدولة موجودة معهم، ترعاهم تشعر بهم وتحاول مساعدتهم. سيكون لدينا شبكة تواصل حقيقية مع الناس. الناس في الأردن طيّبون وتؤثر فيهم أنماط التواصل المباشر مع المسؤول.
هناك أفكار خلاّقة لدي الكثير من أبناء الدولة، وهي قادرة إذا جرى الاستماع إليها ودعمها وتنفيذ بعضها على تجاوز مشكلات كثيرة تعيشها الدولة ويعاني منها الناس!
الكثير من مشكلاتنا حلولها موجودة فعلاً! وكثير من مشكلاتنا أوجدتها أنماط "بروتوكولية" في الإدارة والحكم، جعلت الدولة غائبة وبعيدة عن الناس.
بملايين قليلة من الدنانير تستطيع الدولة أن تُجدد نفسها، وأن تضع حداً لسنواتٍ من التيه الذي أوصلنا إلى مراحل متأخر من التنمية وتراكم المشكلات.
بمبادرات خلاّقة ليس هدفها الإعلام والتلميع، يستطيع القطاع الخاص بمؤسساته وأفراده تحقيق اختراقات نافعة في حياة الناس.
بهوامش قليلة من الإنفاق العام والخاص يجري توجيهها بذكاء وحِكمة يمكن إحداث نقلات نوعية إيجابية في حياة الناس.
ثمّةَ أفكار كثيرة، وثمّةَ خير كثير يمكننا أن نجنيه بقليل من العزم والإرادة والعمل.